الجمعة، 8 أبريل 2016

هل حقا نشأ الإسلام في مكة؟ (4)

و الحرف القرآني دليل آخر
ما يسمّيه الباحثون عادة بـ"اللغات العربية" هو عبارة عن مجموعة من اللغات و اللهجات المتنوعة, التي انتشرت في جزيرة العرب منذ القدم - فهي تسمية جغرافية بالأساس- و اللغات العربية تنقسم إلى 1- لغات عربية شمالية , و هي مجموعة لهجات سامية , كانت تستخدم في شمال الجزيرة العربية و سوريا و العراق, هي الصفائية والحسائية والثمودية والديدانية والودومائية والتيمائية , و 2- لغات عربية جنوبية , و هي مجموعة لهجات يُختلف في تصنيفها إلى العائلة السامية أو العائلة الأفريقية الآسيوية, و كانت تستخدم في اليمن و جنوب الجزيرة, و هي السبئية والحضرمية والقتبانية والمعينية.

قبل الإسلام لم يكن للعربية أبجدية موحدة خاصة , بل كانت تكتب بعدة أبجديات أجنبية, و ذلك حسب المنطقة الجغرافية الموجودة فيها (بشكل يشبه ما يُسمّى اليوم "العربيزي" و هو كتابة الكلمات العربية بحروف لاتينية أو إنجليزية),  و كانت أكثر أبجدية مستخدمة هي أبجدية "المُسْنَد" السبأية العريقة, حيث كانت تكتب بها غالبا العربية الشمالية و الجنوبية أيضا-  علما بأن أبجدية المسند مختلفة تماما عن الأبجدية العربية الحالية, و المألوفة لنا اليوم.

أما الأبجدية العربية الكلاسيكية المعروفة لنا, فيُعتقد أنها نشأت عن النبطية, و المتطورة بدورها عن الأرامية, التي كانت لغة الإتصال و  التجارة في الشرق الأوسط منذ القدم-  مع هجرة الأنباط العرب من الجنوب, و استقرارهم في الأردن, بدأوا يطوّرون أبجديتهم الخاصة, كفرع عن الأرامية, ذلك التطور الذي سيُفرز لاحقا الأبجدية العربية الكلاسيكية,  فتاريخيا الأنباط, كانوا عربا, و استخدموا الخط النبطي\ العربي في نقوشهم, وكذلك في الأسماء الشخصية (36) (37)



هذا يعني أنه في زمن ظهور الإسلام كانت العربية غالبا تُكتب بخطين رئيسيين : الخط النبطي في الشمال, و الخط المسند في الجنوب, أما الأولى فهي التي كُتب بها القرآن, و تم تعميمها على حساب الثانية, و التي انقرضت تماما في القرن السابع و الثامن, مع سيادة الإسلام في المنطقة.




الآن, نجد أن معظم المنقوشات و المخطوطات العربية عموما قبل الإسلام التي تم العثور عليها كانت مكتوبة بخط المسند, (مثل نقش قرية الفاو في نجد , وهو عبارة كتابة على قبر تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد, و مثل نقش أبرهة نفسه)  لكن أيضا القليل منها كان بالخط النبطي الذي سيتطور لاحقا إلى الأبجدية المعروفة لنا , مثل نقش زبيد في سوريا (القرن السادس بعد الميلاد) , و نقش أم الجمال في الأردن (نهاية القرن الثالث), و نقش نمارة جنوب دمشق (القرن الرابع) و نقوش أخرى في سكاكا شمال السعودية و الحجر غيرها. (38)

إذن: بما أن القرآن كتب بالخط النبطي , و ليس المسند, فهذا يعني أن تتبع أماكن العثور على تلك النقوش, يمكن أن يعطينا قرينة إضافية أخرى مهمة , تحدد لنا المواضع الجغرافية التي كتب فيها القرآن.

النتيجة- كما هو متوقع- أن معظم النقوش النبطية و العربية الكلاسيكية توجد في شمال شبه الجزيرة , بينما في الجنوب نجد نقوش المسند- مما يطرح سؤالا : لو أن القرآن ظهر في وسط الجزيرة العربية قرب الجنوب, ألم يكن من الأولى أن يُكتب بخط المسند؟ فلماذا يكتب بأبجدية الشمال النبطي؟!
 


الجواب يجب وضعه في إطار ما بحثناه حتى الآن: الخط الذي تمت به كتابة القرآن, يٌعد قرينة إضافية أن القرآن كتب في الشمال.

ملحوظة أخرى :  المسألة لا تقف عند "شمالية" الخط فقط, بل اللغة ذاتها : يشير توم هولاند في كتابه الذي مررنا به, إلى تأثر القرآن بالتراث اليوناني في شمال شبه الجزيرة , ليس فقط من ناحية القصص (كقصة ذو القرنين- الأسكندر, و قصة أصحاب الكهف- النيام السبعة, و غيرهما), و إنما أيضا تأثر لغة القرآن بالألفاظ ذات الأصل اليوناني, مثل "قصر" و "زخرف" و "صراط", و المأخوذة تحديدا عن التعامل العسكري للعرب مع البيزنطيين قبل الإسلام, حيث كان الأواخر يستعينون بالأوائل كمرتزقة , علما بأن تلك الكلمات لها في الأصل مدلولات عسكرية صرفة, مما يعتبر دليلا إضافيا يؤكد صلة النص القرآني بتلك البيئة تحديدا (39)  (و هو ما يذكّرنا أيضا بما لفت نظر بعض المستشرقين, من أن القرآن- رغم انطلاقه من التراث اليهودي بشكل أساسي, إلا أنه يستخدم الأسماء اليهودية بلهجة أقرب إلى السريانية المتأثرة باليونانية, لا العبرية , فيقول "عيسى" بدلا من "يشوع", و "اسماعيل" و "إسحاق" بدلا من النطق العبراني "يسماعيل" و "يتسحاق"- بشكل مماثل نلاحظ أن الفاتحين العرب كانوا يسمّون القدس مثلا بإسمها اليوناني "إيلياء", بدلا من "يورشاليم", و حتى اسم "بيت المقدس" فهو اسم أرامي, و يعني "كنيس"(40)) , هذا ما جعل عالم فقه اللغة الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ, يقترح أن القرآن في أصله كُتب بلغة أقرب إلى السريانية, و ذلك في كتابه "قراءة آرامية سريانية للقرآن" (41)

إن لم يكن في مكة , فأين؟
((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)) –  القرآن, سورة  الشورى 7

((وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ - ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)) - سورة يونس 13, 14

 ((من الواضح أن البتراء كانت تمثّل مركزا للحج, يجتذب إليه العرب من أنحاء شبه الجزيرة, منذ القرن الثاني و الثالث بعد الميلاد)) – من كتاب "الحياة الدينية للأنباط", بيتر جون, ص 64








البتراء هي المدينة العريقة الواقعة جنوب الأردن, بالقرب من موطن إبراهيم و مركز الإسماعيليين, و من ديار قوم لوط,و مسار الإسرائيليين الخارجين من مصر, و مساكن مدين و الحجر, و هي العاصمة الأشهر للأنباط, ملوك العرب القدامى, الذين اشتهروا بالمباني الصخرية المنحوتة في الجبال, و كانت مدينتهم مركزا مهما على المستوى الديني, حيث تعاملت منذ القدم مع اليهود و المسيحيين و غيرهم , و اشتملت على مقدسات عديدة, كوادي موسى, الذي ضرب فيه بعصاه الحجر, ففجّر الإثنتى عشرة عينا مائية للأسباط, و جبل هارون المقدس, الذي يحوي المدفن المفترض للنبي, و احتوت كذلك على الأصنام الوثنية و الكعبات و المواسم الدينية السنوية, و كانت كذلك مدينة مهمة على المستوى التجاري, حيث كانت ملتقى ذائع الصيت للقوافل المارة من الشمال للجنوب, أو من الشرق للغرب, كما عُرف سكانها أيضا بالتجارة البحرية منذ القدم (و هذا يتناسب مع كثرة حديث القرآن عن السفن و أحوال البحر, و كلامه لخصوم محمد على سيرهم في مائه , و استخراجهم منه الأسماك و اللؤلؤ و المرجان, مما يبدو غريبا تماما على قريش الصحراويين!), و اشتهرت المدينة أيضا بالزراعة المتنوعة, للفواكهة و الحبوب المختلفة , و الإعتماد على جمع مياه الأمطار, كما أنها هي منشأ الخط العربي (النبطي) الذي كتب به القرآن, و فيها كان يتم استخدام اللغتين العربية و النبطية جنبا إلى جنب, هذا و قد أصيبت المدينة قبل الإسلام بأكثر من زلزال عنيف , قضت على كثير من مبانيها (و هو ما نجد له أثرا في بعض آيات القرآن أيضا, الموجهة للكفار , حيث الحديث عن "مكر الذين من قبلهم", ثم "إتيان الله بنيانهم من القواعد", مما أدى إلى أن "خر عليهم السقف من فوقهم"- النحل 26).

في كتاب "الجغرافية القرآنية" (42)  يرى الباحث دان جيبسون, أن بكة هو اسم آخر للبتراء ( و لعله مشتق من الهدم الذي أصابها من جراء الزلازل, فالبك حسب المعاجم هو "دق العنق"), و يرى كذلك أن المسلمين الأوائل- حسب القبلات القديمة- لم يكونوا في البداية يصلّون نحو القدس,كما تقول الروايات , و إنما إلى البتراء,  و أن  بعض الخلط في الإستقراء جاء بسبب وجود الأخيرة على الخط الواصل بين يثرب و القدس, مما يجعل المتوجه للبتراء يتوجه إلى القدس في نفس الوقت (و هو ما يذكرنا نوعا بالرواية التي تجعل محمدا يصلي قبل تحويل القبلة مستقبلا بيت المقدس و الكعبة في نفس الوقت) , و ينقل جيبسون عن د. أفراهام نجف, من مؤسسة الدراسات المتقدمة في برينستون, اقتراحه أن البتراء, لا القدس, كانت مركزا للحج العربي, و أن كثيرا من النقوشات العربية الموجودة في الأردن و صحراء النقب, تم كتابتها بأيدي عرب في  أثناء مسيرتهم إلى الحج في البتراء.

و يعقد الكاتب مقارنة بين طبوغرافية مكة, معالمها و جبالها ووديانها و تربتها و بيئتها المناخية و الزراعية- حسب ما ترد في الروايات الإسلامية و الأحاديث و نصوص السيرة- و بين طبوغرافية البتراء, ليخلص إلى نتيجة أن الأخيرة أكثر مطابقة للمواصفات الواردة في المصادر الإسلامية – بما في ذلك بئر زمزم, الذي يقترح أنه أقرب إلى خزان و ليس بئرا طبيعيا.

لو صح هذا التصوّر, فهل يمكن ربط الله (الذي نجد ذكره في النصوص النبطية) بالإله النبطي الرئيسي –صاحب رمز الحجر الأسود- ذو الشرى, و القول بأنه قد تم دمجهما معا في مرحلة من المراحل أيضا؟ حينها هل يمكن اقتراح أن الآية القرآنية (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ) النجم 49, هي ترديد لإسم ذلك الإله بشكل ما؟

لا شك أن هذه مجرد تخمينات, قد تصيب و قد تخطئ, فالأمر بحاجة للمزيد من التقصي- و لكن ما لا شك فيه أن العديد من المدن الواقعة في تلك المنطقة, هو مرشّح ليكون حرما عربيا, يطابق الشواهد التاريخية و القرآنية, بشكل أفضل كثيرا من مكة.

الصورة الكبيرة
فإن كان الإسلام ظهر في الشمال, فلماذا إذن, و كيف, و متى, صارت مكة هي عاصمة الإسلام؟

و إن صحت تلك الرؤى, فإلى أي مدى تم تزييف التاريخ؟ و هل سيمكننا يوما فهم ما حدث على الأرض؟

لن نزعم هنا تقديم الإجابات اليقينية بحال, و إنما يكفينا تأكيد أهمية فتح باب الأسئلة, مع طرح بعض الإحتمالات المفتوحة, بشكل عابر, حتما يحتاج إلى بحوث أخرى.
من البديهي أنه لا يمكن فهم ظاهرة, فكرة أو سياسية أو اجتماعية, بمعزل عن سياقها الذي نشأت فيه, فلا يوجد دين أو اتجاه ينشأ هكذا في الفراغ, دونما مقدمات تؤثر فيه و تفرزه و تساهم في تشكيله و تحديد مساره, فإن أسأنا فهم السياق فسنسيء فهم الظاهرة – و المشكلة أن السياق الذي يُقدم لنا لفهم الإسلام, من خلال الروايات و السيرة و الأحاديث, هو سياق شبه أسطوري, غير تاريخي و غير دقيق, و هو لا يُقبل بشكل عام إلا لكون المصادر الأخرى أكثر ندرة و أقل تفصيلا, و تحتاج إلى جهد في تجميعها معا, كي ترسم لنا صورة ما حدث فعلا.

لا شك أن المسألة بحاجة للكثير من الدراسات, فلو أردنا أن نفهم كيفية نشوء الإسلام, علينا أن نفعل ذلك في إطار التطورات السياسية و الدينية و  الإجتماعية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية- و على الأخص شمالها- في تلك الفترة: لدينا حُمى صراع ديني و سياسي مستفحل في المنطقة, بين اليهود و المسيحيين و الزرادشتيين , مع فوران دعوات دينية متنوعة, و عقائد مهووسة بقرب القيامة و نهاية الزمان, لدينا الصحراء العربية التي تستقبل الوفود و الطوائف المهاجرة إليها, هربا من الإضطهاد الديني البيزنطي المسيحي الملكاني, يهودا و سامريين و أبيونيين و إسينيين و غير ذلك, لدينا ممالك و سلالات عربية حاكمة منتشرة في المنطقة, كالمناذرة اللخميين في العراق, و هم المسيحيين النسطوريين, الموالين للفرس, ثم الغساسنة في الشام, المسيحيين المونوفيزيين و الموالين للروم, ثم الحِمْيَريين في اليمن, المتأثرين باليهودية و الموحدين بإلههم الرحمان , و لدينا إمبراطوريتين متهالكتين – الروم و الفرس- من جرّاء صراع طويل بينهما, انتهى بمواجهات عنيفة قضت على ما تبقى من نفوذ الإثنين, مما أدى بهما إلى محاولات تفكيك و ترويض النفوذ العربي, اللخمي و الغساني, في العراق و الشام, مما سيفسح المجال لجماعات أخرى عربية, مهاجرة من الجنوب إلى الشمال, لكي تملأ الفراغ السياسي القائم, و تحصل أخيرا على حكم المنطقة, من خلال بعض المعارك العسكرية , هذا و سوف تستعر لاحقا الصراعات بين العرب أنفسم, تنازعا على السلطة و المُلك – و نجد أن كثيرا جدا من الشواهد القرآنية و الإسلامية تقطع بأنها مرتبطة جذريا بهذا السياق, و ليست منفصلة عنه.

و أيا كان الدور الذي لعبته الدعوة الإسلامية في هذا المسرح , فمن المؤكد أن الجانب الديني منها لم يبدأ مع محمد, و لم ينتهي به, بل لعلها جاءت كحلقة في سلسلة تطورات معقدة, كانت تمر بها المنطقة, و تفرعت عن طوائف دينية عديدة, ثم في لحظة ما ظهرت الحاجة إلى وجود دين عربي جديد, ينافس المسيحية و الزرادشتية, و كتاب عربي جديد, ينافس التوراة و الإنجيل, و نبي عربي, ينافس موسى و عيسى, و مدينة مقدسة عربية, تنافس القدس و القسطنطينية, بشكل يلائم الإمبرطورية العربية الجديدة الناشئة, و يوحّد بين العرب المتنازعين - ثم في مرحلة ما تم إعادة صياغة سيرة محمد و دينه , بشكل يتناسب مع هذا الغرض.

بالتالي يجب التنويه أننا هنا- في حديثنا عن دور صحراء جنوب فلسطين- إنما نتحدث عن جانب واحد فقط من جوانب نشأة الإسلام, و الخاص بالحرم العربي الأهم, و جزء كبير من نشاط الدعوة المحمدّية, و المصاحب لنزول الكثير من آيات القرآن, مما لا يهمل ضرورة دراسة الدور الشرقي (العراقي) و الجنوبي (اليمني), فهذا و ذاك يحويان شواهد كثيرة على تأثيرهما على ظهور الإسلام, و تحملان دلائل عديدة- دينية و لغوية و سياسية- قد تساهم في فك شفرة ذلك الظهور, بل و في فهم الصراعات التي تلته, سواء على المستوى السياسي أو الديني (بين أهل الشام و أهل المدينة و أهل العراق, الأمويين و الخوارج و الشيعة و آل البيت و العباسيين..إلخ), و التي قد تكون امتدادا لصراعات أقدم, و قد تساهم أيضا في فهم كيفية انتقال المركزية الدينية للإسلام من الشام إلى مكة جنوبا.

فهم ما حدث
لا يعلم أحد من أين جاءت الفتوحات الإسلامية تحديدا, و لا نجد مشكلة في القبول بأنها انطلقت من يثرب فعلا, القاعدة العسكرية لمحمد, كما جاء في السيرة, و التي تحكي لنا أيضا عن معارك حربية سابقة وقعت بين محمد و جماعته "المؤمنين" من ناحية , و "الكفار" القريشين من ناحية أخرى, انتهت بسيطرة الأوائل على مكة, و بعد عامين تقريبا من الحروب الأهلية بين العرب, انطلقت الفتوحات خارج الجزيرة.

لكن مراجعة حالة المنطقة في تلك الفترة, و النظرفي تفاصيل الروايات الإسلامية بخصوص قريش و أصولهم, و كذلك تفحص نهاية صراعهم مع محمد, و صلح الحديبية , و فتح مكة, ثم علاقة المدينة بالشام في عهد عمر و ما تلاه, قد يجعلنا نرى الأمر بشكل مختلف نوعا, و نشك في تلاعب تاريخي لاحق حدث – و أن الأقرب للحقيقة ربما هي أن قريشا هو على الأرجح اسم لحلف قبلي غامض (يهودي؟ وثني؟) من العرب الشماليين, و أن صراع محمد معهم, دينيا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا أيضا, كان صراعا ليثرب مع الشام شمالها, لا مع مكة جنوبها.

فلو عدنا لتذكر وجود الحرم العربي الغامض, جنوب فلسطين, فيمكن تصوّر- كما يرى البعض- أن صلح الحديبية لم يكن إلا عهدا و حلفا سياسيا, بين أهل يثرب و قريش, ضمن اعتراف قريش بمحمد, و مكّن المؤمنين أخيرا من ارتياد البيت المعظّم, جنوب فلسطين, و المسيطر عليه من قبل قريش – صاحب ذلك تعاون عسكري , تجلّى في انضمام القائدين القرشيين-  خالد ابن الوليد و عمرو ابن العاص- إلى محمد و أتباعه, و هو ما سيتم تتويجه بما سيُسمّى "فتح مكة", و هو فيما يبدو نوع من السيطرة السياسية على الحرم المقدس, تم منحه للنبي العربي الجديد, و سيُتبع ذلك بدعم اليثربيين و اليمنيين لأهل الشام, في معارك الفتوحات اللاحقة.

لو صح هذا التصور, فيمكن القول أن الأمويين (الذين لا يوجد أي دليل يربطهم بالإسلام, قبل عبد الملك) ظلوا على معتقدهم, و ظل لهم الحكم المركزي, بينما كان دور حلفاؤهم في يثرب في زمن محمد و بعده مباشرة, هو إخضاع عرب نجد و اليمن- فيما سُمى "حروب الردة" –  في تلك الحالة سنتصور علاقة عمر ابن الخطاب مثلا بمعاوية بشكل مختلف, فالثاني لم يكن واليا معيّنا من قبل الأول, كما ستحاول الروايات التاريخية اللاحقة – التي صيغت في يثرب و العراق- إقناعنا, و إنما الأقرب أن معاوية كان الحاكم الأقوى, بينما الأول كان مجرد حاكما محليا للمدينة.

و بعد نجاح الفتوحات -التي ستقودها المدينة - سيبدأ النزاع الداخلي بين العرب, فكما تم قتل عثمان- الحاكم الأموي ليثرب- في تمرّد غاضب , تلتها ثورة ابن أبي طالب في العراق, و التي قمعها معاوية (الفتنة الأولى) , في شكل أيضا سيتم تقديمه لنا بشكل شبه معكوس من قبل الرواة , كذلك سيتكرر الوضع لاحقا في حُكم يزيد ابن معاوية , حيث سيقوم واليه على يثرب- مروان, ابن عم عثمان- بالهرب من غضب أهل المدينة إلى سوريا, و سيتلو ذلك ثورة الحسين ابن علي في العراق, و التي سيقمعها يزيد (الفتنة الثانية).

بعد هذا تأتي موقعة الحرة, حيث أخضع الأمويون يثرب , ثم هروب ابن الزبير و تحصنه بالبيت المقدّس, و حضور جيش يزيد خلفه ليحاصره, عام 683 م -  و في كتابه (ص373,4) يقوم توم هولاند بملاحظة أنه لا يوجد نص معاصر يوضح لنا إلى أين هرب ابن الزبير تحديدا, و لا يوجد ما يثبت أنه مكة, لكن من تتبّع نصوصا أخرى غير إسلامية, يرى هولاند أن البيت المقصود هو على الأرجح مكان شمال الحجاز, بين الكوفة و الأسكندرية, و بين يثرب و فلسطين – "و هو نفس الموقع على ما يبدو الذي ارتبط نشاط محمد به".

يستمر هولاند ليلاحظ (375,6) أنه بعد انسحاب جيش يزيد, و شروع ابن الزبير في هدم الكعبة و إعادة بنائها, ظهرت روايات ذات طابع أسطوري مدهش, منها أنه في أثناء حفر الأرض - و بمصادفة رائعة-  تم إيجاد أسس إبراهيم ذاتها!, ثم تم استخراج حجرا أسودا, تسبب خروجه في اهتزاز الحرم كله, وُجد أنه مختوم بختم الله ذاته, و مكتوب عليه "أنا الله, رب بكة", و لاحقا سوف يتم حصار ابن الزبير , في ظروف مشابهة, على يد جيش الخليفة الجديد, عبد الملك ابن مروان, عام 692.

تلك الفترة ما بين الحصارين, شهدت نزاعات محورية , منها إعلان ابن الزبير نفسه كخليفة للمسلمين, وسيطرته على مصر و الحجاز و اليمن و أجزاء من الشام, و إخماده لثورة المختار الثقفي في العراق, و صداماته مع الشيعة و الخوارج هناك أيضا – ثم في تلك الأثناء, أصدر عامله في العراق أول عمله معروفة تحمل شعار مرتبط بنبوة محمد "بسم الله, محمد رسول الله" عام 685 أو 686.

و بعد تولي عبد الملك الحُكم, قام بمهاجمة العراق أولا, حتى انتزعها من سلطة الزبير, و كان ذلك عام 691- لكن المُلفت أن العملات الخاصة بمحمد استمرت في الصدور بانتظام هناك, تحت سلطة الأمويين.

آنذاك- 691- كان عبد الملك قد انتهى من بناء مسجد قبة الصخرة (أو مسجد إيلياء كما كان يُسمّى) في القدس, و الذي تقول المصادر الإسلامية - كالكلبي والواقدي واليعقوبي ,وايضا الطبرى والحلبى والكواكبى- أنه قد بُني خصيصا لمنافسة الكعبة, التي كان يسيطر عليها ابن الزبير آنذاك, و محاولة للحل محلها - و تخبرنا تلك المصادر أيضا أن المسلمين ظلوا بالفعل يحجّون إلى القدس طيلة ثلاثة سنوات!, مع ملاحظة أن الآيات القرآنية المكتوبة على قبة الصخرة, زمن عبد الملك, كانت موجّهة ضد المعتقد المسيحي الذي يؤله يسوع, و كانت تحث المسيحيين حثّا على الإعتراف برسالة النبي العربي: محمد.

أما بعد انتصار عبد الملك النهائي على الزبير, عام 692, و الذي ترافق مع هدم الكعبة مرة أخرى و إعادة بناءها, على يد الحجّاج, فيخبرنا هولاند (386,7) أنه منذ ذلك الوقت فقط بدأت عملية تحويل قبلات المساجد الكبرى في مصر و العراق و الشام جنوبا, إلى مكة التي نعرفها , تلك العملية التي ستستمر في عهد الوليد ابن عبد الملك- و قد صاحب ذلك اعتراف عبد الملك أخيرا بالمدينة المقدسة, و ذهابه للحج إليها, عام 694.

فما الذي جرى هنا بالضبط؟

أولا, فيما يخص موضوعنا, كيف و متى تحديدا حدث نقل الحرم المقدّس, من الشمال إلى الجنوب؟

هل تمت بيد الزبير؟ بمعنى آخر, هل قام الزبير بعد الحصار الأول للحرم الشمالي, بالإنسحاب جنوبا, مع نقل الحرم, إلى مكة الجنوبية الحالية- و بذا تكون هي التي هدمها الحجّاج؟

و في تلك الحالة, فما الذي يجعل الحجّاج يعيد بنائها في مكانها مرة أخرى, ثم يقوم عبد الملك و أولاده لاحقا بتحويل القبلات إليها؟ هل هي- مثلا- المسايرة لجماعات مؤمنة منتشرة في الحجاز , تعظّم هذا البيت, و محاولة كسب تلك الجماعات إلى صفه؟

أم أن الكعبة التي هُدّمها الحجّاج هي كعبة الشمال, أما إعادة البناء فتم في مكة الجنوبية, و بذا يكون الأمويين هم أصحاب قرار نقل الحرم بعيدا عن مركز حكمهم , ذلك القرار الذي سيدعموه لاحقا بتحويل القِبلات جنوبا؟

و بشكل أشمل, هل جاء إصدار الزبير للعملة التي تحمل اسم محمد, في إطار محاولة توحيد أهل العراق دينيا, بشكل يهدئ من ثوراتهم (التي كان لها طابعا دينيا لا شك فيه), و يضمن له المزيد من السيطرة هناك؟  و هل قرارات عبد الملك و الحجّاج المشابهة (إعادة بناء الكعبة, و الإستمرار في إصدار عملات محمد), و الإضافية (تعريب الدواوين, و تحويل  قِبلات المساجد الرئيسية, و إعادة صياغة النص القرآني) جاءت لأهداف مشابهة: توحيد العرب؟

هل أرادعبد الملك, السياسي البراجماتي الطموح, المُهدد من البيزنطيين في الشمال, و المتململ من سيطرة الإداريين المسيحيين على شئونه في سوريا, القيام بما قام به الإمبراطور البيزنطي قسطنطين و خلفاؤه من قبل, و هو تبني ديانة شعبية منتشرة, و جعلها ديانة رسمية لدولته, مع إعادة صياغتها بشكل يتناسب مع ذلك الدور, ثم محاولة تعميمها بين جميع الشعوب تحت حكمه, بهدف توحيد تلك الشعوب دينيا- مما يساعد حتما في التوحيد السياسي؟

و لكن لماذا مكة تحديدا؟

ربما نجد المفتاح في الآية القرآنية التي تذكر مكة بشكل عارض, فكما أن الأمويين, كالرومان, قاموا بتبني دعوة دينية موجودة و حقيقية فعلا في زمانهم - دعوة محمد- أليس من الأرجح أيضا, أنهم تبنوا عاصمة كان لها جذور سابقة ؟ و لكن هل لتلك الجذور علاقة بمحمد؟ و إن قلنا أن نشاط النبي كان في شمال الجزيرة, فهل كانت أصوله مثلا تعود إلى مكة فعلا؟ هذا- لو صح- فقد يفسّر لنا جوانب أخرى من سيرته, مثل محاولته إقناع عرب قريش بإلهه الرحمان, ذا الأصول الجنوبية- و قد يفسّر لنا أيضا أن ما تخبرنا به السيرة من أن هجرة محمد تأخرت عن باقي المهاجرين, فكأنه وصل إلى يثرب بشكل منفصل عنهم – مما يوحي ربما بأنه جاء أصلا من مكان آخر؟ (و هو  بالفعل ما نجد أصداء له في بعض الروايات) (43)

احتمال ثاني, أن محمدا قد مر بمكة في مرحلة ما , و ربما بعض مناوشاته العسكرية تمت هناك (و هو ما نجده في الآية), هذا المرور ربما صاحبه نوع من التقديس للمكان.

ذلك كله قد يذكّرنا بمعضلة "المسجد الحرام" في مقابل "المسجد الأقصى", و ما يحتمل أن تكون المعاني الأصلية لهذين, فلو قلنا أن الحرم الأصلي كان هو ذلك الحرم في جنوب فلسطين, فهل يُحتمل أن المسجد الأقصى هو في مكة؟!

هذا ما يراه البعض (44) (45) حيث يربطون بين اسم "المسجد الأقصى", و بين موضع يُسمّى "الجعرانة" , شمال مكة ببضع و عشرين كيلومترا و يوردون الكثير من الروايات الإسلامية التي تؤكد هذا الربط (46).

هذا يتركنا مع احتمال أن محمدا في مرحلة ما ارتبط فعلا بمكة الحالية , لكنه في مرحلة أخرى, بعد الهجرة إلى يثرب, لجأ إلى الصلاة نحو البيت المقدس الرئيسي في الشمال (و هذا هو تحويل القبلة إلى المسجد الحرام) , ثم في خضم الصراعات و الفتن اللاحقة بين العرب و الشاميين, تم تدمير الحرم الشمالي, و استبدال بيتا آخر به, في مكة الحالية, و تكفّلت الروايات بإعادة صياغة التاريخ, بشكل يجعل مكّة هي "البطل الرئيسي" للأحداث.

هوامش و مراجع
(36) The Religion of the Nabataeans: A Conspectus-  p26
(37) -p31 The Religious Life of Nabataea ALPASS, PETER,JOHN
(38)  للإطلاع على بعض تلك النقوش  http://www.islamic-awareness.org/History/Islam/Inscriptions/
(39)   كتاب "تحت ظل السيف", In the Shadow of the Sword: The Battle for Global Empire and the End of the Ancient World صفحات 311-313, 335
(40) Bosworth، Clifford Edmund (2007). Historic cities of the Islamic world. BRILL. صفحة 225. ISBN 9789004153882
(41) The Syro-Aramaic Reading of the Koran: A Contribution to the Decoding of the Language of the Koran English Edition of 2007 (Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000))
(42) Qur'anic Geography - Dan Gibson
 http://searchformecca.com/book.html - http://searchformecca.com/mecca.html - http://searchformecca.com/PetraProofs.html

(43) (عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لَكَ أَفَصَحُنَا وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ؟ قَالَ : " كَانَتْ لُغَةُ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدْ دَرَسَتْ فَجَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَحَفِظْتُهَا ) -  تاريخ دمشق لابن عساكر,  حرف الألف, ذكر من اسمه أَحْمَد ومُحَمَّد والحاشر والمقفى والعاقب , باب ما روي فِي فصاحة لسانه وحسن منطقه

(44) مقال للدكتور الشيخ مصطفى راشد, أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر, بعنوان "لأن قول الحق شرط لصحة الإيمان ، المسجد الأقصى موجود بالسعودية"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=319658
(45) مقال للباحث صباح إبراهيم, بعنوان "أين يقع المسجد الأقصى الحقيقي ؟"
 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189134

(46) بعض الروايات:
1-  من المغازي للواقدي: ( وَانْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِالْجِعِرّانَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فَلَمّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ مِنْ الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا; فَأَحْرَمَ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الّذِي تَحْتَ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى، وَكَانَ مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا كَانَ بِالْجِعِرّانَةِ, فَأَمّا هَذَا الْمَسْجِدُ الْأَدْنَى، فَبَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَاِتّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ عِنْدَهُ)
2- من كتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الأثارللأزرقي ج 2 ص 207  (قال محمد ابن طارق: " اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي كان بالجعرانة، أما هذا المسجد الأدنى فإنما بناه رجل من قريش")
3- جاء في مسند أبي يعلى ج 12 ص 359 (عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله يقول من أهلَّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة")

الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    قرأت عن هذا الموضوع من قبل وبحثت فيه جيدا
    واجده فعلا قريب من الواقع
    لكن هناك حلقة مفقودة فى هذا التحقيق
    توصلت لاقتراح ممكن يكون هو الحلقة المفقودة
    انه تم التكتم على وفاة محمد وانتحل احدهم شخصيته
    حيث قام هذا المنتحل بالغزوات وحروب الردة بقيادة سرايا بقيادة ما سماهم التاريخ الاسلامى الصحابة
    هم من قاموا بتفسير القرآن على هواهم ووضع احاديث منسوبة لهذا المنتحل وهذا ما يوجد لدينا اليوم مايسمى كتب السنه والتراث ... هم من ربطوا طقوس ديانتهم بهذا الدين القيم من تقبيل لحجر اسود وكعبة مكعبة الشكل ورمى جمرات
    هم من اضافوا احكام يهودية من العهد القديم على احكام الدين الاسلامى كالرجم والحرق وقتل المرتد
    اعتقد الموضوع يشتحق التأمل
    ارجوا منك مشاركتنا فى هذه المدونة لنصل لحل
    http://onlycoran.blogspot.com.eg/search?updated-max=2015-08-06T17:32:00%2B01:00&max-results=15&start=105&by-date=false&m=1
    تحياتى لك اخى الكريم

    ردحذف
  2. التاريخ يحمل المثير من الافتراءات والتسويفات التي كثيرا ما بني شي الا على أساطير ،لذا أعاده كتابه التاريخ بشكل استقرائي واستنتاج أتاح لنا كشف الكثير عن الخرافات التي وضعت عفويا اوعمدا،وتاريخ المنطقة ملتقي الطرق التجارية والحضارات القديمة تتيح لنا ان نعرف ان الصراع بين الأديان الثلاث هي المنطقة المحصورة بين سيناء والأردن وفلسطين هي صراعات للسيادة ومكه بعيده عنها ،ونحن لايعرف شيأ عن محمد قبل البعثة النبويه وربما تكون طروحات هولاند اقرب للواقع خصوصا ان كتابه تاريخ الاسلام ضبابي يحتوى الكثير من الأساطير وتشويه الحوادث ،وارى في أعاده البحث في الموضوع وفق التقنيات الحديثة والحصول ربما على مصادر اخرى تعطينا حافزا لاعاده بناء تاريخ الأديان في المنطقة ،انها عمليه عظيمه لعقل الانسان ان يفكر ويفترض قبل وضع مسلمات

    ردحذف